mercredi 6 octobre 2010

القرآن و آياته هو المعيار الوحيد الذي يصلح للبشرية


القرآن و آياته هو المعيار الوحيد الذي يصلح للبشرية

www.tvquran.com

بسم الله الرحمان الرحيم


بقلم : محمد بن سالم بن عمر

كاتب و ناقد تونسي

يرنو إلى الترشح لقيادة الجمهورية التونسية عام 2014

بعيدا عن اللغة المدرسية المحنطة التي استعملها سي عز الدين بوغانمي في استعراض نشأة مفهوم العلمانية ،و منطلقا من مسلمات ذهنية قد لا يوافقه عليها أحد ..؟ و مستخلصا في نهاية المطاف بأن العلمانية هي " منظومة قيم وجملة ممارسات سياسية تشكل أساس تحرير البشر من الاغتراب والاستبداد وسلب الحرية، لا تختص بها حضارة دون أخرى ، إنما هي ثمرة الجهد الإنساني للخلاص من العبودية بشتى أصنافها ".

دعنا من التحليق في السماء بنظريات لا تمت للواقع المعيش و لحياة الناس و الشعوب ... بأي صلة .. ولننزل إلى الأرض والى الواقع لنرى ما يمكن أن يصلح معيشتنا و حياتنا و ينمي قدراتنا الحضارية و يخلصنا من الظلم

و الاستبداد السياسي و الاجتماعي و التخلف الحضاري .. و يضعنا كأمة تحت الشمس ، تملك زمام أمورها و لا تكون تابعة و لا متخلفة و لا يحكمها مستبد ... وهي مطامح مشروعة نشترك فيها جميعا قد عبرت عنها بقولك " العلمانية هي جوهر الحداثة وهي المحصلة النوعية لترحال البشرية المعرفي ، وكفاحها ضد الحكم المطلق والاستبداد ."

لنتأمل بادئ ذي بدء ، هذا الكون الشاسع الذي نعيش فيه و نستمد منه كافة أسباب عيشنا و حياتنا .. فنستنشق هواءه و ونأكل من خيراته التي تكاد لا تحصى عددا ... و أول ما يلفت الانتباه في هذا الكون العجيب و البديع هو خضوع كل عوالمه بدون استثناء – ما عدا عالم البشر- خضوعها لنظام دقيق عجيب يحكم سائر حركتها و سكناتها ، حياتها و موتها ، أكلها و شربها تزاوجها و تكاثرها ... لا فوضى و لا ظلم يمنعها من تأدية مهمتها المعلومة أو المجهولة و التي يكشف العلماء كل يوم عن سر من أسرارها التي لا تكاد تقف عند حد ...

فكما عبر العلماء عن ذلك بوسائل مختلفة " البشرية في كشفها لأسرار الكون ، بمثابة الإنسان الذي خطا خطوة في صحراء شاسعة "...؟

يرى الإنسان كل هذا النظام و التناسق في حركة الكون و يدرك بعقله أن لا شيء يخضع للصدفة أو للارتجال في كل هذه العوالم التي تملا حياته و حياة الكون ... فيتملكه شعور بالخيبة و الألم و الحسرة من عالم البشر الذي تسوده الفوضى و الظلم و الاستبداد و الاستعمار و الحروب و الكوارث و الإمراض ... فيتساءل تساؤلا مشروعا :

ألا يمكن لعالم البشر أن يرتقي في نظامه و القوانين الذي تحكمه إلى عالم أفضل مما هو عليه ؟

ألا يمكن لعالم البشر أن يخلو من الظلم و الاستبداد و الحروب و الإجرام ...؟ ألا يمكن ايجاد * على رأيك * ضوابط و معايير و قواسم مشتركة " تشكل أساس تحرير البشر من الاغتراب والاستبداد وسلب الحرية .."؟؟

ألا يمكن " بناء دولة مدنية تهتم بشؤون البشر وتحسن أوضاعهم و تحد من الفقر و تقاوم الأمراض.." ؟

هذه الأسئلة المشروعة و غيرها لم يخل أي عصر من عصور البشرية من طرحها مطلقا ... على عكس ما ذهبت إليه .

و يكفي أن أذكر بأن مفهوم الديمقراطية الذي لا تزال البشرية تحيى على هامشه هو مفهوم يوناني قديم .. بل ان سعي الإنسان/ و الجن للتحرر من هيمنة القوى الغيبية ابتدأت حسب رواية الأديان السماوية منذ خلق الإنسان في الجنة ، إذ رفض إبليس السجود لآدم رافضا بذلك أمر الله / القوة الغيبية و مبررا رفضه بأنه خير من آدم لأنه خلق من نار و آدم من تراب ...؟

كما انصاع أبونا آدم – في الرواية الدينية - لعقله و "ميولاته "لما أكل من الشجرة لأن الشيطان قد أقنعه بأن الأكل من الشجرة سيكون سبب خلوده في الجنة .. و لا تزال هذه الرغبة في الخلود في "جنة ما" ما تراود الإنسان منذ وجوده على سطح الأرض .

لقد صورت "العقلانية" لكل من إبليس و آدم بأن في معصية أوامر الله / القوة الغيبية التي لم يرها أحد لحد الآن .. هو تحقيق للذات واستقلاليتها عن هذه القوة الغيبية التي تريد فرض هيمنتها على حياة هذين الكائنين ؟

فماذا حدث ؟

أنزل الكائنان من الجنة – التي كانا يحيى فيها - إلى الأرض .. و بدأت بينهما عداوة أبدية لأن كل منهما ينظر لكون الآخر كان سببا في خروجه من الجنة – ابليس بسبب رفضه السجود لآدم و آدم بسبب سماعه لتغرير إبليس للأكل من الشجرة.

و دائما نواصل مع الرواية الدينية لبدايات نشوء الحياة على الأرض ... آدم أدرك بعقله حتمية الخضوع لأوامر الله/ القوة الغيبية للخلود في الجنة بعد وفاة الجسد أما ابليس فقد واصل محاولة التغرير بأبناء آدم .و منذ ذلك الحين و الصراع على أشده بين متبع لما تسميه بالنقل و أسميه أنا آيات / حجج

و بين متبع للعقل .

و أتساءل معك بعدئذ : من منهما /النقل و العقل - يملك إجابات لتحسين شروط حياة الإنسانية على الأرض" ؟

تجيب أنت و يساندك- أكثر الناس في العالم : الحل في العلمانية التي تمثل " منظومة قيم وجملة ممارسات سياسية تشكل أساس تحرير البشر من الاغتراب والآستبداد وسلب الحرية، لا تختص بها حضارة دون أخرى ، إنما هي ثمرة الجهد الأنساني للخلاص من العبودية بشتى اصنافها ".

إذن أنت تعترف أن العلمانية "هي منظومة قيم " إنسانية عقلية كما هي معايير و ضوابط إنسانية قادرة على تحرير الإنسانية من الظلم و الاستبداد و إقامة مدنية حديثة من شأنها أن ترتقي بنا في كافة المجالات ..؟

إذن هناك بيني و بينك عدة نقاط يمكن أن نلتقي فيها و نتحاور على أساسها وهي :

- حاجة البشرية إلى منظومة قيم تضبط بها سلوكها .

- و الهدف هو الارتقاء بالحياة البشرية في كافة الميادين و تخليصها من الاستبداد و العبودية .

1 – منظومة قيم و ضوابط : تتصف الضوابط بالثبات و الوضوح و قدرة الإنسان لاستغلالها في تقييم عمل ما .. فهل استطاع العقل البشري إنتاج معايير ثابتة واضحة ، لا اختلاف حولها ؟ أجيب بصراحة لا ؟

لأن العقل البشري متغير في تقييمه لنفس الشيء فما رآه اليوم حسنا قد يصبح غدا أو بعد ساعة سيئا و غير مرغوب فيه .

لذلك وجدت في عالم البشر فكرة الطلاق مثلا و تغيير الحكام و تغيير المناهج الدراسية .. كما يلاحظ أن لا شيء من القيم الإنسانية متفق حول مفهومها و أنا أتحداك أن تعطينا مفهوما موحدا للديمقراطية و حقوق الإنسان و مفهوم العلمانية ...؟؟؟

هذا على المستوى النظري .

أما على المستوى العملي فنلاحظ أن ما يسمى بالعالم الحر .. الديمقراطي ..العلماني .. أكثر حكومات الأرض انتهاكا لحقوق الإنسان و نهبا لثروات الشعوب الفقيرة واستعمارها و إشعال الحروب و استعمال المعايير المزدوجة ...

فهل تريدني بعد ذلك أن أثق في العلمانية و توابعها ؟؟؟

1/1: القرآن و آياته هو المعيار الوحيد الذي يصلح للبشرية : هذا ما يمكن أن يتوصل إليه من كان له نظر و بصيرة نافذة ... لسبب بسيط أن كل معاييره في تقييم السلوك البشري غير متناقضة و لا متضاربة و لا مختلفة .. و لا تجد مسلمان يختلفان في مفهوم الحلال و الحرام و الخير و الشر وهو حكم بين جميع الناس حكاما و محكومين .. صغيرهم و كبيرهم .. أنثى كان ذكرا ..

لا يتحيز إلى فئة دون فئة .. و له قدرة عجيبة على إضاءة حقائق الأشياء بدون زيادة أو نقصان متى استغل بحيادية و خوف من العزيز الجبار الذي يعلم غيب السماوات و الأرض وهو أقرب للإنسان من حبل الوريد.

هذا رأيي أجيب به على تدخل السيد بوغانمي .مع فائق احترامي .

و سأنظر في بقية التدخلات و سأجيب بما أرى .

http://islamonegod.elaphblog.com/posts.aspx?U=4373&A=65791&Msg

http://quoraanmajid.blogspot.com/2010/09/blog-post_9848.html

1 commentaire:

Anonyme a dit…

أنا أكبر عدو للسلفية و السلفيين ؟؟ يا سي توفيق- الطريق الجديد - أنا أكبر عدو للسلفية و السلفيين و أعاديهم من منطلق عقائدي بحت و ليس من منطلق حضاري ، لسبب بسيط وهو أن العقيدة التي أؤمن بها ترفض رفضا قاطعا أن يكون المؤمن الحق متبعا للسلف الصالح أو الطالح ..سيان ، ذلك في العقيدة الإسلامية ، و دليل ذلك من القرآن طبعا لأني لا أؤمن بغير مقولات القرآن المجيد : " و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا " و قد تكرر هذا المعنى و هذا الرفض القرآني لإتباع الآباء و الأجداد في عشرات الآيات ...؟ : وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون } (البقرة:170) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون } (المائدة:104 (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (الأحزاب : 40 ) حضاريا أنتم أقرب مني للسلفية و السلفيين...و إذا واصلتم نقدي على أساس أني أمثل أي تكتل غير التكتل الذي بعثته على أساس ما جاء في *دعوة الحق العالمية *http://quoraanmajid.blogspot.com/2010/09/blog-post_9848.html فلن أرد على مداخلاتكم من هنا فصاعدا . * السلفيون هم كل الذين يعتقدون في إمكانية الاستفادة من السلف الصالح في العصر الحديث .. قد يصدمك هذا التعريف و لكني أعتقده اعتقادا جازما .. و أعتبر أن كل مصائبنا في العصر الحديث و تخلفنا الحضاري و السياسي… مرده هذا الفهم الخاطئ للدين الإسلامي ... ؟ و عدم الانطلاق مباشرة من آيات الذكر الحكيم و تطبيقات الرسول الكريم للوحي لحل معضلات العالم المعاصر.؟ * لا بد من الاعتقاد الراسخ أن الله القوي العزيز هو الذي يهيمن بقدرته على كل مجريات الأحداث في العالم ..و إذا ما وجد المؤمنون المخلصون لله في أي زمان و أي مكان فلا بد أن يمكن لهم الله و ينصرهم على قوى الأرض و لو اجتمعت .. و القانون الذي يسير الكون ... هو "أن الأرض يرثها عبادي الصالحون " و الوراثة بمعنى الامتلاك و التحكم . دمتم في رعاية الله الذي لا يضر معه شيء في الأرض و لا في السماء وهو العزيز الحكيم. * كلام الله هو كلام أزلي صالح لكل زمان و كل مكان و ما ينسحب على الذين عاشوا قبل الإسلام ينسحب على الذين عاشوا في الإسلام و بعد الإسلام و إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها ..كما أن الإسلام لم يظهر مع بعثة النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، فهو دين الرسل جميعا عليهم السلام ، و شريعة الإسلام هي نفسها شريعة نوح و إبراهيم و موسى و عيسى عليهم السلام ... و هذا ما تؤكده آيات عديدة في القرآن منها على سبيل المثال الآية 13 من سورة الشورى : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه .." كما أن ما ارتآه الجدود و الآباء و السلف الصالح .. صالحا في زمنهم ، قد يصبح غير صالح لنا في عصرنا الحاضر بفعل تغير حقائق الأشياء تحت تأثير الزمن ... بينما آيات الله فهي نور و ضياء تبقى صالحة في كل الأوقات لتضيء الحق لمن ينشد الحق وإتباع الحق . . http://quoraanmajid.blogspot.com/2010/09/blog-post_9848.html