lundi 30 août 2010

الرحمة المهداة للعالمين...


الرحمة المهداة للعالمين..؟

عاش محمد بن عبد الله يتيما و فقيرا و ضالا عن هداية الله كبقية خلق الله مدة أربعين سنة﴿ووجدك ضالا فهدى﴾...! ثم اجتباه ربه من بين جميع البشر ليكون المبلغ عن الله كلماته إلى الناس كافة، وقد كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مستوى التكليف والمسؤولية الملقاة على عاتقه، فاستوعب آيات الله البينات، وآمن بها وانصاع لكل أوامرها و نواهيها ... وجسدها في أخلاقه ومعاملاته ومعتقداته ونظرته لكل تفاصيل الحياة البشرية أحسن تجسيد ممكن في زمانه! فكان: ﴿ خلقه القرآن﴾، واستطاع بثباته و بصبره على أذى قومه بمكة أن يؤسس مجتمعا إسلاميا بالمدينة – بعد هجرته إليها- يدين بالإسلام في جميع مناحي الحياة الثقافية والسياسية الإجتماعية والإقتصادية والتشريعية..!

إن آيات الله الموحى بها إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تتناول كلها الحقائق والمفاهيم الثابتة في الكون والإنسان والحياة لأنها من عند العزيز العليم‘ رب السماوات والأرض، وربّ العالمين، وهي حقائق لا تتبدل ولا تتغير منذ خلق الله الكون والإنسان والحياة، وقد أوحى الله بهذه الحقائق الأزلية إلى كل أنبيائه عليهم السلام ‘ بلغاتهم المختلفة لتكون للمؤمنين بهؤلاء الأنبياء النور الذي به يهتدون في ظلمات الحياة ودروبها المتشعبة المدلهمة، و قد انصاعوا إليها جميعا و جسدوها في حياتهم كل حسب ظروفه التاريخية و الحضارية و المعيشية‘ يقول الله العليم الحكيم:﴿ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب﴾(سورة الشورى الآية 13).

لقد جاءت كلمات الله البينات لتفك كل رموز الحياة وتصحح مفاهيم الإنسان عن حقيقة الألوهية والربوبية و حقيقة الكون والإنسان والحياة ..و تفضح أهل الكتب السابقة و ما ادخلوه من بدع و ضلالات و تحريفات لأديانهم ..!!؟ وتجعل الإنسان على بينة من أمره ليحيا من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، وهي مهمة قد تكفل الله بها منذ نزول آدم عليه السلام إلى الأرض:﴿ قلنا إهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾ (سورة البقرة الآيتين 38 و39).

وقد شاءت حكمة الله عز وجل أن يجعل من أسباب الحياة الطيبة الهنية الإهتداء بآياته البينات في جميع مناحي الحياة، يقول الله عز وجل:﴿ قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى. قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى﴾ (سورة طه الآيات 123و124و125و126 ).

لقد كرّس الرّسول محمد صلى الله عليه وسلم كل حياته في سبيل إنارة درب أمته الإسلامية بمفاهيم الإسلام الصحيحة المبنية على بصائر القرآن و معاييره الربانية التي لا يأتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها.. وجعلها:﴿ خير أمة أخرجت للناس﴾ للشهادة عليهم وقيادتهم وإخراج من شاء منهم من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده خالق الكون والإنسان والحياة الجدير بالعبادة، ومن ضيق الدنيا - بفعل الأغلال والتقاليد التي يكبلون بها أنفسهم - إلى سعة الدنيا والآخرة ، ومن جور الأديان الباطلة و المزيفة التي يصنعها رجال الدين!؟ إلى عدل الإسلام ورحمة الله التي وسعت كل شيء، قدوته في كل ذلك جميع الأنبياء السابقين‘ عليهم السلام.. ما داموا يشتركون جميعا في حمل نفس الرسالة و نفس الثوابت و البصائر الأزلية الموحى بها من الله رب العالمين: ﴿ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم. وإن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاتقون﴾ (سورة المؤمنون الآية 51 و52). إن إقتداء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالرسل من قبله يأتي من منطلق وحدة الرسالة الإلاهية و القوانين الأزلية التي بشروا بها أقوامهم على اختلاف أزمانهم وأوطانهم..! كما يأتي استجابة لأوامر الله عز وجل الذي قص عليه قصصهم في القرآن مع أقوامهم وكيفية تعامل كل واحد منهم مع قومه في التبشير والإنذار بالرسالة الإلاهية الواحدة (توحيد الله)التي كلفوا جميعا بإبلاغها إلى أقوامهم في إطار من الوضوح والبيان .. يقول الله عز وجل : ﴿ أولئك الذين أتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين. أولئك الذين هدى الله فبهداهم إقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين﴾ (سورة الأنعام الآيتين 89 و90).

لقد حد "بديع السماوات و الأرض" حدودا معلومة و ضبط سننا أزلية ثابتة لجميع مخلوقاته .. تحيى بمقتضى السير على هداها كل الكائنات و تضمن بها لنفسها صيرورة سالكة و حياة طبيعية هانئة..إن خروج أين من هذه الكائنات عن حدود الله و نظامه البديع وسننه الدقيقة في الكون و الحياة ‘الذي أبدعه الله بقدرته الفائقة و حكمته الأزلية .. يعني حتما فقدان هذه الكائنات الضعيفة في أصل خلقتها لتوازنها الحيوي واندثارها أو موتها و هلاكها.. فخروج كوكب الشمس عن مداره الذي خلق له يعني حتمية احتراق الكون برمته .. كاحتراق القطار الذي يحيد عن سكته..أو تحطم السيارة أو الشاحنة الجانفة عن الطريق المعبدة لسيرها ..!؟ كذا تضطرب حياة بني آدم و تنتابهم شتى الأمراض والمهالك و العلل إن هم حادوا قليلا أو كثيرا عن ﴿الصراط المستقيم ﴾المعبد لهم للسير فيه منذ الأزل‘ و قد فصلت لهم معالمه تفصيلا بينا في كل الكتب الإلاهية التي لم تطلها يد التحريف أو التأويل أو التشويه.. و قد عمل كل الأنبياء عليهم السلام على تذكير أقوامهم بمختلف معالم هذا ﴿الصراط المستقيم﴾ منذ نوح عليه السلام و انتهاء بمحمد صلى الله عليه و سلم.

إن الزيغ عن قوانين الله الأزلية و سننه الفطرية التي فطر الناس عليها يعني حتمية نيلهم الخزي و الشقاء في الدنيا و خلودهم في عذاب جهنم يوم يقوم الناس لرب العالمين.

فالله عز وجل قد أبان للإنسان المنهج الحق والشريعة الحق منذ خلق آدم عليه السلام‘ لذلك نجده عز وجل يخاطب عبده آدم عليه السلام قائلا: ﴿اهبطوا منها جميعا – الجنة- فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾(سورة البقرة الآيتين 38 و39 ).

كما نجد الله عز وجل يذكر المسلمين دائما بأن القرآن هو كتاب الله الخالد الذي جاء مصدقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل وكل الكتب الإلاهية السابقة له:﴿إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى﴾(سورة الأعلى الآيتين 18و19) وعندما يخاطب الله بني إسرائيل يقول لهم:﴿يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون. وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون﴾ (سورة البقرة الآيتين 40 و41). كما أن عقيدة المؤمن مبنية أساسا على الإيمان بالله وجميع كتبه ورسله... يقول الله عز وجل:﴿آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير﴾ (سورة البقرة الآية 285 ). وعندما يأمر الله عز وجل المؤمنين بصيام شهر رمضان يذكرهم بأن فريضة الصيام قد فرضت على المؤمنين من أتباع الرسل السابقين أيضا: يقول الله تبارك وتعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾(سورة البقرة الآية 183). وكثيرا ما ذكر القرآن المؤمنين أنه يريد أن يهديهم ﴿سنن الذين من قبلهم﴾ من عباد الله الصالحين..والحاصل أن شريعة الله مكتملة منذ خلق الله عز وجل آدم عليه السلام وقرر أن يجعله خليفة في الأرض، فأوامر الله ونواهيه ثابتة لا تتغير ولا تتبدل بتغير الزمان أو المكان، وكانت المهمة الأساسية لرسل الله عليهم السلام تذكير أقوامهم بها ليسير على هديها من شاء ويكفر بها من شاء، والمتبعون لها يسميهم الله:«المؤمنون والمهتدون وأولو الألباب وأولو العلم...» وغير المتبعين لتعاليم الله يسميهم الله:« المشركين والكفار والمنافقين والعصاة والظالمين والذين لا يعقلون والجاهلين.. كما يشبههم الله عز وجل بالأنعام﴿ بل هم أضل﴾... وبالتالي لم يترك الله إمكانية للإجتهاد البشري في الدين ولو كان هذا المجتهد نبيا أو رسولا. فالتشريع و تحديد المعايير للسلوك البشري .. قد اختص الله به دون سائر البشر‘ وكل ما يحتاجه المؤمن في حياته الدنيا قد فصل الله فيه القول تفصيلا..! وقد أعلمنا الله عز وجل أنه:﴿ ما فرطنا في الكتاب من شيء﴾ و﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا﴾. وهذا الإخبار القرآني باكتمال شريعة الله وتفصيل كل دقائقها ينزع عن المجتهدين في الدين و الفقهاء الإسلاميين أي مشروعية، بل إن الله يعتبر أن أتباع هؤلاء المجتهدين في الدين :﴿ قد اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم﴾ كما فعل اليهود والنصارى من قبل ‘وبالتالي فان المجتهدين في الدين وأتباعهم هم كفار ومشركون في المفهوم القرآني! فالمؤمن بالله حق الإيمان المقتنع بربوبية الله عز وجل لا يحتاج لانتهاج السلوك القويم إلاّ لكتاب الله الذي أنزل( الكتاب و الميزان﴾ آيات بينات/ بصائر إلاهية استطاع محمد صلى الله عليه وسلم - قدوة جميع المؤمنين- وأنصاره من الأميين المؤمنين فهمها واستيعابها بحسب معطيات عصرهم الحضارية لأنها آيات بينات‘وإقامة دولة إسلامية قوية على أساسها..أوصلت تعاليم الله و شريعته و معاييره و قرآنه إلى أقاصي الأرض.!

لقد بدأ الصراع بين الحق و الباطل منذ أن بدأت الحياة على الأرض..! و قد ألهب شرارة هذا الصراع إبنا آدم عليه السلام.. و بدأ الصراع بين متبع لهداية الله المفصلة في الكتاب المنزل وخائف من عقابه.. و بين متبع لهواه و أنانيته..! لا يهمه أرضي الله أم سخط ..! و لكي لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ‘ اقتضت حكمة الله أن يبعث رسلا من البشر يذكرون أقوامهم بتعاليم الله و ثوابته و قوانينه الأزلية في شتى مجالات الحياة الدنيا.. و قد اجتبى الله هؤلاء الرسل من بين الناس لما تحلوا به من طهر و عفة و رجاحة عقل مقارنة بمعاصريهم من ذوي الألباب .. إن مهمة هؤلاء الرسل عليهم السلام تتمثل أساسا في تذكير أقوامهم بآيات الله البينات و المتضمنة لكل تعاليم الله مبتدئا بنوح عليه السلام و مختتما بمحمد صلى الله عليه و سلم.

إن تعاليم الله التي ذكر بها نوح – عليه السلام – قومه هي نفسها التي أوحى الله بها إلى محمد صلى الله عليه و سلم﴿القرآن﴾ وهي نفسها التي ذكر بها موسى و عيسى عليهما السلام : ﴿في التوراة و الإنجيل﴾ و هي نفسها التي ذكر بها داوود و إبراهيم عليهما السلام في ﴿ألزبور و الصحف﴾ : وهي ثوابت صار على هديها كل الصالحين من عباد الله المخلصين عبر مختلف العصور و ألازمان و في كل مكان.. إن السير طبق تلك الثوابت الإلاهية ( آيات بينات ) ماضيا و حاضرا و مستقبلا .. و إلى أن يرث الله الأرض و من عليها هي الضامن الوحيد لرضوان الله و الفوز بجنته يوم يحشر الناس لرب العالمين... و هي الضامن الوحيد لوحدة الأمة الإسلامية في العصر الحاضر و العصور اللاحقة وهي الضامن الوحيد لقوة الأمة الإسلامية و وحدتها و عدم تشرذمها كما هو واقعها الآن بفعل هجرها للقرآن و لجميع ثوابته .

إن مبادئ الله و ثوابته في الكون و الإنسان و الحياة و المجتمع هي مبادئ عامة لكل البشر منذ خلق آدم عليه السلام وهي مفصلة تفصيلا دقيقا في كل الكتب السماوية قبل أن ينالها التحريف و التأويل و التشويه من قبل بعض أتباع الرسل السابقين على محمد صلى الله عليه و سلم .. لذلك اقتضت حكمة الله أن يكون الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه و سلم ﴿ القرآن﴾ معجزا و غير قابل للتحريف أو التأويل أو التشويه... متحديا الإنس و الجن أن يأتوا بسورة من مثله لأن محمدا صلى الله عليه و سلم هو آخر المرسلين لبني البشر ‘ و كتابه ﴿ القرآن ﴾هو آخر الكتب السماوية المنزلة على بني آدم.. من اتبعها فقد هدي إلى الصراط المستقيم و من زاغ عنها بدعوى الحداثة و الإجتهاد و التأويل فقد ضل ضلالا مبينا..!!

1- الوحي الإلاهي:

من معاني الوحي: الخلق:﴿ و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا و من الشجر و مما يعرشون ﴾ ( سورة النحل الآية 68) و الخلق في حد ذاته عمل يختص به الله دون سائر الموجودات.. لذلك كان الوحي معجزا معنى و مبنى .. ولقد جاء الوحي الإلاهي منذ بداية نزوله على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مبشرا بقراءة جديدة للكون والإنسان والحياة والربوبية الحقة الألوهية الصحيحة ومقدما مفاهيم مغايرة لما تعارف عليه البشر واصطلحوا عليه واستنتجوه من خلال تجاربهم الحياتية المحدودة زمانا ومكانا..... إن القراءة الجديدة التي بشر بها الإسلام تصطبغ بصبغة الله الذي أحسن كل شيء خلقه :﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾ فهي قراءة تبتدئ باسم الله وتنتهي باسم الله وهدفها الأساس فهم كلمات الله البينات لتجسيمها في الواقع المعيش للإنسان والسير على هداها في جميع مناحي الحياة لان كل سلوك المؤمن هي عبادة لله رب العالمين ما دام هذا السلوك منضبط بتوحيد الله و بأوامر الله ونواهيه، وغايته ابتغاء وجه الله والإخلاص لدينه والفوز برضاه في الدنيا والآخرة:﴿ و ما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى و لسوف يرضى﴾ (سورة الليل الآيات:19 و20 و21 )... لقد اخطر الله نبيه عليه السلام منذ بداية إنزال الوحي عليه بأنه عز وجل قد: ﴿علم الإنسان ما لم يعلم﴾ حتى لا يخطرن ببال إنسان مهما أوتي من علم انه يجوز له أن يفتي بغير ما أنزل الله ولو كان نبيا :﴿ قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن اتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين﴾ (سورة الاحقاف الآية). ﴿ وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا. ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا. إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا﴾ (سورة الإسراء الآيات 73 .74. 75. (إن علم الله كامل و مطلق و يتجاوز كل قدرات الإنسان الذهنية.. فالله ﴿قد أحاط بكل شيء علما﴾‘ أما معارف الإنسان فهي نسبية ومحدودة وهي مجرد استنتاجات وتخمينات قد تخطئ وقد تصيب و تتغير وتتناقض و تختلف، فالإنسان عاجز بقدراته الذهنية ووسائله المحدودة زمانا ومكانا أن يعرف السلوك القويم للإنسان في مختلف مجالات الحياة الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والسياسية و غيرها :﴿ و عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون﴾( سورة البقرة الآية 216)... وإنما هو قادر فقط بما أوتيه من إمكانيات ذهنية وتجريبية وتاريخية.. وقدرة على الإستفادة من حياة الكائنات والعوالم الأخرى أن يستنبط الحلول الملائمة لتطوير معيشته وابتكار أنجع السبل والوسائل لتيسير حياته.. كابتكار وسائل فلاحية متطورة والإرتقاء بوسائل النقل البري والبحري والجوي وتيسير وسائل التعلم والمعرفة وصناعة آلات حربية ووسائل عسكرية اقدر على الفتك بالإنسان والتدمير وإهلاك الحرث والنسل...وقد سمى الله عزّ وجلّ كلّ ذلك ﴿العلم بظاهر الحياة الدنيا﴾: ﴿ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا﴾ (سورة الروم الآية 7). فاكتشاف القوانين الفيزيائية والكيميائية والجيولوجية و الرياضية وغيرها.. وتطويع كل ذلك لتيسير معيشة الإنسان وجلب الرفاهية له أمر متيسر لجميع البشر إذا ما تعلقت همتهم بذلك، أما السلوك الإنساني الرشيد الذي يرضي الله عز وجل و ينسجم مع فطرة الإنسان السوي و قوانين الله في الأرض ويضمن الحياة الطيبة والهانئة والمطمئنة للإنسان.. فأمر متروك لخالق الكون والإنسان والحياة وحده، العليم بأسرار مخلوقاته، المطلع على كل خفاياها الظاهرة والباطنة...

إن قراءة متبصرة لآيات القرآن العظيم .. لا تلفها الأهواء و التأويلات المغرضة.. تكشف لنا عن كل القوانين والسنن الفطرية التي تتحكم في جميع العوالم التي خلقها الله و الخاضعة طوعا أو كرها لمشيئته عز وجل لا تحيد عنها منذ الأزل.. كما تحتوي هذه الآيات و خاصة الآيات المدنية منها على كل سنن و قوانين أمة الإسلام الأبدية في الأسرة و المجتمع.. و التي قد سار على هديها الصالحون من عباد الله منذ أقدم العصور‘ و ملخصها:﴿ اعبدوا الله مالكم من الاه غيره﴾ فتوحيد الله وخضوع الإنسان السوي المؤمن لشرع الله في الأسرة والمجتمع و كل علاقات الإنسان بنفسه و بربه و بأخيه الإنسان و بالطبيعة واستشعار الله و خشيته سرا و جهرا .. كانت و لا تزال جوهر كل الرسالات السماوية.. و لذلك جعل الله الأمة المستمسكة بهذه القوانين الأزلية ..أمة الشهادة على الناس أجمعين: ﴿ و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا﴾ (سورة البقرة الآية 143).إن تشبث أمة الإسلام بقوانين الله و سننه الأزلية يخضع في التطبيق و التجسيد للنسبية التي يخضع لها سائر عمل بني آدم الذين يحيون في إطار زماني و مكاني محدودين .. فما ارتاه الرسول الكريم و صحابته استجابة لأوامر الله و نواهيه في المجال السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي و في الحرب وفي السلم و تنزيل شرع الله في الحياة المدنية و تشكيل مختلف الأجهزة التنفيذية في المجال الأمني و العسكري و الإجتماعي و السياسي و غيره: أي في ميدان المعاملات و ليس في ميدان العبادات- قد يختلف اختلافا كليا عن ذلك الذي يرتئيه المسلمون في العصر الحديث لبعث دولة الإسلام *دولة التوحيد*القادرة لم شعث المسلمين و توحيدهم في كيان قوي.. نصرة لدين الله و للمسلمين في مشارق الأرض و مغاربها.. إن تغير العصر و تطور نوعية الحياة فيه و تقدم منتجات الحضارة الإنسانية.. لا يعني مطلقا تغيير المسلمين ﴿ لصراط الله المستقيم ﴾ و أحكامه و سننه الأزلية المفصلة في الذكر الحكيم.. بل يعني فقط الأخذ بأسباب الحداثة المادية و التقنية في الخضوع لكل قوانين الله و أحكامه في القرآن و الإجتهاد في تنفيذ الأحكام الشرعية بالأسلوب الملائم لحضارتنا في العصر الحديث قدر المستطاع .. كما لا بد من استحداث الوسائل والآليات المناسبة و الأجهزة التنفيذية الملائمة و الكفيلة بتوزيع ثروات أرض الإسلام بأقصى درجات العدالة الإجتماعية و الأخوة الإسلامية و تقوى الله التي تجمع كل المسلمين برباط الإسلام حكاما محكومين ..!

2- في معنى الألوهية والربوبية:

لا أحد من الخلق ينكر أن الله عز وجل هو خالق كل شيء في الوجود وأنه تعالى قد أحسن كل شيء خلقه، يقول الله عز وجل:﴿ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ﴾. لكن الإشكالية الكبرى التي تنازع فيها البشر ولا يزالون يختلفون فيها ويقتتلون من أجلها ويتصارعون هي: ربوبيّة الله سبحانه وتعالى، والرّبوبية تعني في أبسط مفاهيمها خضوع العبد المؤمن بألوهية الله إلى كل أوامر الله ونواهيه والعمل بمقتضى آيات الله البينات، لذلك تساءل الله سؤالا استنكاريا:﴿أتقتلون رجلا يقول ربي الله ؟!﴾. والذي يقول: ﴿ربي الله﴾ في المفهوم الإسلامي هو"المؤمن الحق "الذي يغنم الأمن و الإستقرار في حياته الدنيا و يستحق الفوز بجنة عرضها السماوات والأرض، لذلك يتكرر في القرآن اقتران الإيمان بالله ب"العمل الصالح" أي العمل الذي يستضيء بنور الله .. وإلا أصبح إيمان المرء عدميا أي لا قيمة له، فالعمل الذي لا يقترن في ذهن صاحبه بربوبية الله أي أن يكون القصد منه التقرب إلى الله والسعي لمرضاته و الخوف من عقابه في الدنيا و الآخرة.. هو عمل كالهباء المنثور، يقول الله عز وجل: ﴿ وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا﴾ ويقول أيضا: ﴿ والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الضمان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ﴾(سورة النور الآية 39).

هل نقذف بكل إرثنا الحضاري ؟؟


هل نقذف بكل إرثنا الحضاري ؟؟

إن بحثي قد انصب منذ البداية على النجاعة التاريخية للتراث و مدى اسهامه في بناء الحضارة الإنسانية الراهنة ... أما بحثك فالظاهر أنه قد انصب على أهمية التراث في حياة الشعوب... و الفرق شاسع جدا .. "فالقيمة المعينة " للتراث الذي كنت قد أشرت إليها أنت لا تخرج عن إطار التسلية و الإخبار بما كان يعيشه شعب من الشعوب ... فإذا ما أراد عالم تطوير صاروخ حربي مثلا في العصر الحديث فهل يهمه مثلا معرفة كيف كان أجداده يحاربون ؟ حتما سينصب اهتمامه على معرفة آخر ما توصل إليه العقل البشري في هذا النوع من الصناعات الحربية و سيصبح خبر الآلات العسكرية التي وظفها الأجداد في حروبهم من قبيل التسلية لا غير... ؟ فالمنجز الحضاري المستقبلي لأي أمة إنما ينطلق دائما و أبدا من المنجز الحضاري الإنساني الراهن و ليس من المنجز الحضاري الإنساني القديم. "أما النصوص القرآنية و ما قدمه الأولون من تفسيرات و ما استنبطوه من أحكام .. فإنها يا سيدي الفاضل من أرقى ما وصل إلينا من فكر و حضارة و تمازج عقلي بين الأمر الإلهي و الفهم و الإدراك الإنساني." ؟؟؟ - كلام أبو فانوس – و أنا أقول لك سيدي الكريم : إن آيات القرآن المجيد ما هي إلا بصائر للناس و هدى و رحمة للعالمين... و معايير يعير الله بها سلوك عباده في هذه الحياة الدنيا و سيحاسبون طبقا لتلك المعايير يوم يقوم الناس لرب العالمين... فما الذي يهمني : كيف أبصر أبو حنيفة القمر في عصره و هل زاد ذلك في إيمانه أم لا ؟ أم أن إعجابه بالقمر جعله يشرك بالله و يتخذ من الشمس و القمر و النجوم ... آلهة له يسجد لها من دون الله ؟؟ و ما الذي يهمني من صلاته و صيامه و قيامه ؟ هل كانت حسب ما يرضي الله أم كانت عباداته جالبة لنقمة الله ...؟ أنا أملك كل المعايير الصحيحة لمختلف أنواع السلوك البشري في كتاب معجز لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ... فما الذي يهمني من حكايات متناقضة ، متضاربة ... تصور لي زيدا ملاكا حينا و شيطانا مريدا أحيانا أخرى ... فكما قال الله عز وجل في محكم آياته " تلك أمة قد خلت لها مابت و لكم مابتم و لا تسألون عما كانوا يعملون ". فالله الذي يهمني رضاه و غضبه قد أنزل لي من الآيات البينات التي توضح لي " كل ما يرضيه و كل ما يغضبه ". إن التراث الإسلامي / التراث الإنساني هو الذي لا يزال يقف حجرة عثرة أمام أي تقدم حضاري للعرب و المسلمين .. حتى إننا لا نزال " نعتمد على الغرب من الإبرة إلى الصاروخ " كما صرح أحد دراويش الإسلام . بل إن التراث الفقهي و الذي كنت قد أشرت إليه ب" أرقى ما وصل إلينا من فكر" هو الذي لا يزال يساهم بقسطه في تقسيم واقع العرب و المسلمين الراهن إلى فرق و أحزاب متناحرة ، و دويلات ضعيفة متخلفة على كل الأصعدة الحضارية و السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و العلمية و غيرها ، مما جعلنا أضعف الأمم على الإطلاق في العصر الحديث و أكثرها تخلفا حضاريا ... كما أن هذا الفقه هو الذي لا يزال يفرخ مهازل رجال الدين في عصرنا الحاضر و فتاويهم التي حولتنا إلى أضحوكة العالم المتقدم .. ؟؟

news.maktoob.com/story_list/816369
Islam3mille.blogspot.com
Daawatalhak.blogspot.com
Almizenalislami.blogspot.com
http://www.banady.com/profile/174552
http://www.facebook.com/home.php?
http://www.facebook.com/home.php?#!/islam3000
http://www.elaphblog.com/daawatalhak
http://www.elaphblog.com/islam3000
http://www.elaphblog.com/islamonegod
http://mohamedbenamor21.blogspot.com/
http://islamonegod.blogspot.com
إسلام التوحيد
Mon email : mohamedsalembenamor21@yahoo.fr
Mon GSM : 00216 23038163

mercredi 25 août 2010

لا عقلانية العلماني و جهله بالعلم ؟


لا عقلانية العلماني و جهله بالعلم ؟

إذا علمنا أن جميع التجارب الإنسانية قد أثبتت أن العلمانية هي في نهاية المطاف " فصل الدين – بما هو شريعة و مبادئ - إلاهية عن الحياة وليس عن الدولة فقط وهو أصح التعريفات للعلمانية ..." علمنا أن العلماني يسعى في نهاية الأمر إلى استنباط قوانين حياتية تتعارض في قليل أو كثير مع القوانين الفطرية التي فطر الله حياة الإنسان عليها ، و تغيير القوانين الصارمة التي أرادها الله لعباده الصالحين ، مما يهدد حياة الإنسان و حياة الكون بأوخم العواقب . وهو ما نلاحظ نتائجه بارزة للعيان : تلوث بيئي و أخلاقي و أمراض مزمنة و زلازل

و فيضانات ... خربت و تخرب حياة الإنسان في كل آن و حين ، و ظلم و الكيل بمكاييل مختلفة ...

اتساقا مع وعد الله للإنسان : " فإما يأتينكم مني هدى – قوانين الله و شريعته – فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى 123 و من أعرض عن ذكري – بالسير طبقا لقوانين علمانية لا تراعي حدود الله و شريعته - فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى 124 سورة طه – نظرا لتعامي العلمانيين عن القوانين الفطرية التي فطر الله الكون عليها .


لذلك يعتبر العلماني في كل شعب أو حضارة أجهل الخلق أجمعين .. بالقوانين العلمية التي يسير على هديها
الكون و الحياة ... على عكس ما يدعيه العلماني الذي يدعي "العقلانية و العلمانية" في استنباط القوانين الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية...
؟ إن نظرة سريعة على واقع عالمنا المعاصر يلمح بيسر ما جلبته و تجلبه هذه الدساتير و القوانين الوضعية من ويلات و مآسي و ما تتسبب به من حروب و صراعات ، و أمراض مزمنة و تلوث بيئي و فقر و بطالة مهلكة و إحن و عداوات ... لم يسلم منها أحد من العالمين .

إن القوانين الوضعية و الدساتير البشرية تحول المؤمن بها إلى درويش أعمى لا يبصر من حقائق الوجود شيئا يذكر ... حتى إن المواطن البسيط ليعجب كيف يتحول رئيس أقوى دولة في العالم " أوباما " إلى أعمى ينحاز بكل ثقله إلى الظلم و الباطل و يتخلى بكامل ارادته عن نصرة الحق كما كان يعد شعبه و كل الشعوب المقهورة التي توهمت نصرته لها في حال فوزه ؟ لذلك لا نعجب إن وجدنا أن ابسط مواطن امريكي .. قد أصبح يرى و يبصر أكثر مما يرى " أوباما " و يبصر، لان "أوباما " قد أصبح ينظر إلى وقائع الحياة و مشكلاتها من خلال الدستور الأمريكي و القوانين العلمانية العمياء التي وضعها المشرعون الأمريكيون منذ عشرات السنين ..

و هذه القوانين الوضعية الثابتة – على عكس وقائع الحياة المتغيرة في كل آن و حين - قد صارت تحجب عن "أوباما " و أمثاله رؤية حقائق الأشياء منذ تقلده لمنصبه في رئاسة الولايات الأمريكية المتحدة ..؟


و يمكن للمرء أن يتساءل بعد ان صرنا نرى ما فعلته العلمانية من إفساد و ما أحدثته من تخريب في عالمنا المعاصر : أين العقلانية في "زواج المثليين " مثلا ..وهو عمل تربأ الحيوانات عن الإتيان بهكذا عمل .. و أين العقلانية في مساواة الرجل بالمرأة و قد خلقهما الله للتكامل و التعاون للإستخلاف في الارض ... لا للمساواة و التناطح كما تتناطح الكباش ... ؟؟


و أين العقلانية في إباحة الزنا و الخمر ....؟؟

وهي أشياء تحول الإنسان إلى حيوان مفترس بامتياز ..
و أين العقلانية في استنباط النظام "الرأسمالي" و "الشيوعية" و" الوجودية" ...؟؟ التي جلبت كل الحروب و المآسي عبر مختلف حقبات التاريخ البشري .
و أين العقلانية في ترك إنسان يدخن لقتل نفسه و الإضرار بمن حوله بدعوى الحرية الفردية ..؟ و أين .. و أين ...؟
و للحديث بقية ...

العلماني أجهل الخلق اجمعين ؟



إن خالق السماوات و الأرض و ما فيهما من كائنات حية و أجرام سماوية و جبال و بحار ... قد حد حدودا معلومة منذ الأزل و ضبط سننا أزلية ثابتة لجميع مخلوقاته ، و قوانين صارمة .. تحيى بمقتضى السير على هداها كل الكائنات و المخلوقات و تضمن بها لنفسها صيرورة سالكة و حياة طبيعية هانئة .. فأوحى الله إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا... و كلي من كل الثمرات ... لإنتاج شراب و عسل مصفى فيه شفاء للناس .. و سخر جميع ما في السماوات و الأرض لخدمة بني آدم و ضبط لها قوانين صارمة لا تستطيع مخالفتها ...؟
إن خروج أين من هذه الكائنات و المخلوقات عن حدود الله و نظامه البديع وسننه الدقيقة في الكون و الحياة الذي أبدعه الله بقدرته الفائقة و حكمته الأزلية .. يعني حتما فقدان هذه الكائنات الضعيفة في أصل خلقتها لتوازنها الحيوي واندثارها أو موتها و هلاكها.. فخروج كوكب الشمس عن مداره الذي خلق له يعني حتمية احتراق الكون برمته .. كاحتراق القطار الذي يحيد عن سكته .. أو تحطم السيارة أو الشاحنة الجانفة – الخارجة - عن الطريق المعبدة لسيرها ..!؟
كذا تضطرب حياة بني آدم و تنتابهم شتى الأمراض والمهالك و العلل إن هم حادوا قليلا أو كثيرا عن ﴿الصراط المستقيم ﴾ المعبد لهم للسير فيه منذ الأزل ، و قد فصلت لهم معالمه تفصيلا بينا في كل الكتب الإلاهية التي لم تطلها يد التحريف أو التأويل أو التشويه.. على غرار القرآن المجيد ، و قد عمل كل الأنبياء عليهم السلام على تذكير أقوامهم بمختلف معالم هذا ﴿الصراط المستقيم﴾ منذ نوح عليه السلام و انتهاء بمحمد صلى الله عليه و سلم.
إن زيغ الإنسان عن قوانين الله الأزلية و سننه الفطرية التي فطر الناس عليها و فصلها في جميع الكتب التي أوحى بها إلى جميع أنبيائه عليهم السلام ليذكروا بها أقوامهم ... : يعني حتمية نيله الإنسان الخزي و الشقاء في الدنيا و خلوده في عذاب جهنم يوم يقوم الناس لرب العالمين.
فالله عز وجل قد أبان للإنسان المنهج الحق والشريعة الحق منذ خلق آدم عليه السلام، لذلك نجده عز وجل يخاطب عبده آدم عليه السلام قائلا: ﴿اهبطوا منها جميعا – الجنة- فمن تبع هداي- قوانين الحياة البشرية الحقة التي سطرها الله منذ الأزل - فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾(سورة البقرة الآيتين 38 و39 ).
و إذا علمنا أن جميع التجارب الإنسانية قد أثبتت أن العلمانية هي في نهاية المطاف " فصل الدين – بما هو شريعة و مبادئ - عن الحياة وليس عن الدولة فقط وهو أصح التعريفات للعلمانية ..." علمنا أن العلماني يسعى في نهاية الأمر إلى استنباط قوانين حياتية تتعارض في قليل أو كثير مع القوانين الفطرية التي فطر الله حياة الإنسان عليها ، و تغيير القوانين الصارمة التي أرادها الله لعباده الصالحين ، مما يهدد حياة الإنسان و حياة الكون بأوخم العواقب . وهو ما نلاحظ نتائجه بارزة للعيان : تلوث بيئي و أخلاقي و أمراض مزمنة و زلازل و فيضانات ... خربت و تخرب حياة الإنسان في كل آن و حين اتساقا مع وعد الله للإنسان : " فإما يأتينكم مني هدى – قوانين الله و شريعته – فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى 123 و من أعرض عن ذكري – بالسير طبقا لقوانين علمانية لا تراعي حدود الله و شريعته - فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى 124 سورة طه – نظرا لتعاميه عن القوانين الفطرية التي فطر الله الكون عليها .
لذلك يعتبر العلماني في كل شعب أو حضارة أجهل الخلق أجمعين .. بالقوانين العلمية التي يسير على هديها العالم
و الكون و الحياة ... على عكس ما يدعيه العلماني الذي يدعي "العقلانية و العلمانية" في استنباط القوانين الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية... ؟
إذ أين العقلانية في "زواج المثليين " وهو عمل تربأ الحيوانات عن الإتيان بهكذا عمل .. و أين العقلانية في مساواة الرجل بالمرأة و قد خلقهما الله للتكامل لا للمساواة و التناطح كما تتناطح الكباش ... ؟؟
و أين العقلانية في إباحة الزنا و الخمر ....؟؟ وهي أشياء تحول الإنسان إلى حيوان مفترس بامتياز ..
و أين العقلانية في استنباط النظام "الرأسمالي" و "الشيوعية" و" الوجودية" ...؟؟ التي جلبت كل الحروب و المآسي عبر مختلف حقبات التاريخ البشري .
و أين العقلانية في ترك إنسان يدخن لقتل نفسه و الإضرار بمن حوله بدعوى الحرية الفردية ..؟ و أين .. و أين ...؟
و للحديث بقية ...

lundi 16 août 2010

نداء عاجل إلى أهل السنة ؟


يقول عز وجل " كل نفس بما كسبت رهينة"
و أنا أدعوك أخي السني إلى إخلاص العمل للحي القيوم الذي سنقف بين يديه جميعا للحساب يوم القيامة .. و معنا كل الأنبياء عليهم السلام ... الذين ذكرونا بتعاليم الله
و بلغوا لنا الوحي .. و كل آيات الله البينات التي تتضمن تعاليم الله الأزلية لجميع خلقه من الجن و الإنس ... و كانوا هم أنفسهم متبعين للوحي بقدر طاقتهم في أزمانهم .. و بحسب ظروفهم المادية و الحضارية
و لم يؤثر عن أحدهم أنه أتى بأي عمل يخالف الوحي مطلقا .. فصلوا و صاموا .. وحجوا .. و قضوا بين الناس بالعدل و بحسب ما أراهم الله عن طريق الوحي ... وقاتلوا و قتلوا استجابة لأمر الله في التوراة.. و الإنجيل.. و القرآن. و بالتالي لا يمكن أن نتوهم لحظة أن أين منهم قد أتى بسنة أو عمل موازيا لشريعة الله... فلقد قاتل النبي محمد صلى الله عليه و سلم بالسلاح الذي توفر في عصره و حضارته استجابة لأمر الله بالقتال : "و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل .. " و نحن يجب أن نقاتل بالدبابة و الصاروخ
و الطائرة ... مستعملين أفتك الوسائل التي أنتجتها حضارتنا المعاصرة استجابة لنفس الآية التي جعلت الرسول و صحابته رضوان الله عليهم يستعملون السيف و الرماح ..

و يركبوا الدواب .. ؟
إن استعمال السيف و الرماح ... و غيرها في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم يعتبر قمة الاستجابة لأوامر الله عز وجل ... و لذلك انتصر المسلمون في كل حروبهم و أعزهم الله بالإسلام ... أما استعمالنا في العصر الحديث لنفس الأسلحة التي استعملها قدوتنا عليه الصلاة و السلام فيعتبر قمة الدروشة و الحمق و البلاهة و ستجلب لنا الهزيمة الحضارية و العسكرية و السياسية ... و ستجلب لنا حتما غضب الله عز وجل و نقمته كما هي حالنا اليوم ؟؟ كما لبس عليه الصلاة و السلام و تلحى و أكل و شرب ... مما كان يلبس بنو قومه أو بنو حضارته ... لأن مثل هذه الأشياء تخضع لسنة التطور و التغير و الذوق العام للناس في كل زمان و مكان ....؟ كما عوتب صلى الله عليه و سلم كما عوتب إخوانه من الأنبياء و الرسل عليهم السلام لما خالفوا الوحي في بعض أعمالهم ... فعوتب نوح عليه السلام لما استغفر لابنه الكافر... ؟ و عوتب موسى عليه السلام لما تعصب لأحد من بني جلدته ...؟ و عوتب محمد صلى الله عليه و سلم
و قال له ربه : يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك ..؟

و سيحاسب كل منا طبقا لمعايير القرآن و ليس لمعايير أحد من العالمين.
دمتم في رعاية الله عز وجل و حفظه و تقبل الله صومكم.

لا حقائق أزلية ثابتة في الكون ؟


لا حقائق أزلية ثابتة في الكون ؟
محمد بن سالم بن عمر
Mohamedsalembenamor21@yahoo.fr
http:islam3mille.blogspot.com
1 القوانين الوضعية :
من المعلوم بداهة لدى العارفين أن لا حقائق أزلية ثابتة في هذا الكون الشاسع ... فما كان أبيض قد يصبح أسودا تحت تأثير الزمن، و ما كان طيبا حلالا .. قد يصبح خبيثا محرما .. و ما كان واجبا مقدسا ـ قد يصبح -القيام به- جريمة نكراء ..
فكل شيء مخلوق في هذا الكون الشاسع متحول، متغير، و نسبي لا يستقر على قرار .. وهو في حركية دائبة و دائمة منذ الخلق الأول .. كحركية مياه البحر في مدها و جزرها ، قد تجلب لك كنزا يغير حياتك نحو الأفضل ، و قد تقلب مركبك فتغرقك و تبعث بك إلى العدم و الموت ؟
إن هذه الحقيقة البديهية المعلومة من قبل الجميع هي ما يغفل عنها واضعو القوانين و الدساتير الوضعية التي تتحكم في مختلف دول عالمنا المعاصر ؟
إن فكرة وضع بند من دستور أو قانون .. لا يمكن أن يمر عليه يوم أو بعض يوم حتى يصبح ذلك البند أو القانون الموضوع من قبل المشرع حاجزا كثيفا و مانعا عن رؤية حقائق الحياة المتجددة و المتغيرة بطبعها في كل آن و حين ...؟

و بذلك يصبح المشرع الوضعي قد ساهم من حيث لا يدري في حجب حقائق وقائع الحياة المتجددة بوضعه للقوانين الوضعية الثابتة و مكرسا للمظالم بين البشر ..؟
و تصبح القوانين الوضعية التي وضعها المشرع عوائق حقيقية أمام حل قضايا الناس و مشكلاتهم، لأن القاضي الذي سيعتمدها للفصل في قضايا الناس و مشكلاتهم ستشكل له هذه القوانين و الفصول و الثوابت القانونية و الدستورية .. حاجزا يمنعه عن رؤية حقائق قضايا الناس و مشكلاتهم و حياتهم المتجددة و المتغيرة باستمرار ،و بالتالي لن يتمكن هذا القاضي من الفصل فيها بطريقة عادلة ترضي ضميره و إحساسه و واقع الحال .. و إذا فعل ذلك – أي الفصل في القضية بما يرضي ضميره – يكون قد عرض نفسه لمخالفة القوانين الجاري بها العمل ، و بالتالي يكون قد عرض نفسه للفصل من العمل و اتهامه بجهل القانون المكلف أساسا بالخضوع إليه عند الفصل في مختلف القضايا ... ؟
إن نظرة سريعة على واقع عالمنا المعاصر يلمح بيسر ما جلبته و تجلبه هذه الدساتير و القوانين الوضعية من ويلات و مآسي و ما تتسبب به من حروب و صراعات ، و أمراض مزمنة و تلوث بيئي و فقر و بطالة مهلكة و إحن و عداوات ... لم يسلم منها أحد من العالمين .
إن القوانين الوضعية و الدساتير البشرية تحول المؤمن بها إلى درويش أعمى لا يبصر من حقائق الوجود شيئا يذكر ... حتى إن المواطن البسيط ليعجب كيف يتحول رئيس أقوى دولة في العالم " أوباما " إلى أعمى ينحاز بكل ثقله إلى الظلم و الباطل و يتخلى بكامل ارادته عن نصرة الحق كما كان يعد شعبه و كل الشعوب المقهورة التي توهمت نصرته لها في حال فوزه ؟ لذلك لا نعجب إن وجدنا أن ابسط مواطن امريكي .. قد أصبح يرى و يبصر أكثر مما يرى " أوباما " و يبصر، لان "أوباما " قد أصبح ينظر إلى وقائع الحياة و مشكلاتها من خلال الدستور الأمريكي و القوانين التي وضعها المشرعون الأمريكيون منذ عشرات السنين ..
و هذه القوانين الوضعية الثابتة قد صارت تحجب عن "أوباما " و أمثاله رؤية حقائق الأشياء منذ تقلده لمنصبه في رئاسة الولايات الأمريكية المتحدة ..؟
2 سنن القرآن و نواميسه :
لا تمثل آيات القرآن وسننه ثوابت جامدة كما قد يتوهم المسلم من أول وهلة ، بل هي بمثابة المصابيح المضيئة التي تضيء للمؤمن بها وقائع الحياة و قضاياها المتجددة دون زيادة أو نقصان .. مما يتيح للمسلم اختيار ما يلائم فطرته و طبيعته وقناعاته في اجتراح الأعمال و المكتسبات ... فإن كانت طبيعته خيرة حفزته بصائر القرآن على اجتراح الأعمال الخيرة و دفعت به أشواطا إلى الأمام ، و إن كان شريرا زادته آيات القرآن و سننه عمى و قذفت به أشواطا لارتكاب المعاصي واجتراح المزيد من الشرور و الآثام ... و كل واحد من الخلق يجد ضالته في آيات القرآن .. و هنا يكمن سر آخر من أسرار القرآن المعجز ؟ و هذه السمات التي يتسم بها القرآن تتجاوز كل قدرات البشر و كل الخلق أجمعين ، مهما أوتوا من بلاغة القول و الحديث .
يمكن تشبيه آيات القرآن الكريم بالشمس التي تشرق كل صباح و تضيء الكون بأشعتها ... فهي لا تضيء نفس الأشياء كل يوم بل قد يتغير ما تضيئه الشمس في كل لحظة ... كذلك ما تضيء به آيات القرآن في زمن قد يختلف اختلافا جذريا عما أضاءت به في زمن مختلف ... فكل من الشمس و آيات القرآن هي كائنات حية مخلوقة لله رب العالمين ... على عكس ما يصنعه الإنسان و ينتجه فهي منتجات تفتقد الحياة ... وهي منتجات جامدة بل إن الإنسان نفسه قد يصبح كائنا ميتا دون أن يشعر إذا لم ترتبط روحه بخالقها و تستنير بنوره في الحياة ... يقول عز و جل : أو من كان ميتا فأحييناه و جعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون .
سورة الأنعام الآية 122.
3 الناسخ و المنسوخ في القرآن : ؟
إن ما تراءى للمسلمين القدامى و المحدثين بأن آيات القرآن تنسخ بعضها بعضا ؟ بمعنى أن مواقف القرآن تجاه بعض القضايا البشرية يتطور و يتغير ... ليس صحيحا مطلقا .. كما لم يرد مثل هذا المعنى مطلقا في القرآن و إنما ذكر القرآن المعنى التالي للنسخ : "ما ننسخ من أية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير" . سورة البقرة الآية 106
فالله يقر أن نسخ آية يوجب الإتيان بخير من الآية المنسوخة أو بمثيل لها لا تغييرها أو تفنيدها بأخرى ... وهو أسلوب معجز لا يقدر الجن و الإنس عن الإتيان بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا.. و سنسوق أمثلة للنسخ الوارد في القرآن :
يقول الله عز وجل في سورة البقرة الآية 219 : " يسئلونك عن الخمر و الميسر قل فيهما إثم كبير و منافع للناس و إثمهما أكبر من نفعهما و يسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون "
إن ظاهر هذه الآية لا يحرم الخمر و الميسر وهو ما يعتمده ضعيفو الإيمان من المسلمين بدعوى أن النص القرآني لم يذكر أنه قد حرم الخمر و الميسر .. ؟

و الحقيقة التي يدركها المؤمنون الصادقون و العقلاء من المسلمين أن أي سلوك فيه مجلبة للإثم هو محرما شرعا و لا يجب اقترافه مهما كانت الظروف ... و هذا ما وضحه القرآن في آية أخرى من آيات الذكر الحكيم : إنما الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه .." ففي هذه الآية الثانية التي ظنها المسلمون الأوائل و المحدثين ناسخة للآية الأولى هي في الحقيقة قد أعادت التأكيد على تحريم الخمر و الميسر .. على المسلمين بأسلوب أكثر وضوحا لكن المضمون واحد مع الآية الأولى .. أو هي آية شارحة للآية الأولى بأكثر وضوح .

كذلك كل الآيات التي تراءت للمسلمين القدامى و المحدثين أنها آيات ناسخة بعضها لبعض ما هي إلا آيات قد شرحت بعضها بعضا و لم يحدث أن غيرت آية تالية المعنى الوارد بآية أولى مطلقا ... فكل آيات القرآن تبقى صالحة لكل زمان و مكان – و هنا يكمن سر آخر من أسرار إعجاز القرآن الكريم - .
فالآيات التي تحدثت عن تحديد القبلة وجهة للمسلمين لا تنسخ مطلقا الآيات التي تتحدث عن : "فأينما تولوا فثم وجه الله" لأن المسلم قد يحتاج هذه الآية لما يكون في حالة حرب أو سفر .. أو في حالة الأسر.. فإن عدم توجهه للقبلة أثناء الصلاة و ذكر الله لا يفسد صلاته .. بل إن صلاته صحيحة بإذن الله عز وجل.

dimanche 15 août 2010

القرآن يتحدى ؟



لا تمثل آيات القرآن وسننه ثوابت جامدة كما قد يتوهم المسلم من أول وهلة ، بل هي بمثابة المصابيح المضيئة التي تضيء للمؤمن بها وقائع الحياة و قضاياها المتجددة دون زيادة أو نقصان .. مما يتيح للمسلم اختيار ما يلائم فطرته و طبيعته وقناعاته في اجتراح الأعمال و المكتسبات ... فإن كانت طبيعته خيرة حفزته بصائر القرآن على اجتراح الأعمال الخيرة و دفعت به أشواطا إلى الأمام و هدته إلى سواء السبيل ، و إن كان شريرا زادته آيات القرآن و سننه عمى و قذفت به أشواطا لارتكاب المعاصي واجتراح المزيد من الشرور و الآثام ... و كل واحد من الخلق يجد ضالته في آيات القرآن .. و هنا يكمن سر آخر من أسرار القرآن المعجز ؟ و هذه السمات التي يتسم بها القرآن تتجاوز كل قدرات البشر و كل الخلق أجمعين ، مهما أوتوا من بلاغة القول و الحديث .

يمكن تشبيه آيات القرآن الكريم بالشمس التي تشرق كل صباح و تضيء الكون بأشعتها ... فهي لا تضيء نفس الأشياء كل يوم بل قد يتغير ما تضيئه الشمس في كل لحظة ... كذلك ما تضيء به آيات القرآن في زمن قد يختلف اختلافا جذريا عما أضاءت به في زمن مختلف ... فكل من الشمس و آيات القرآن هي كائنات حية مخلوقة لله رب العالمين ... على عكس ما يصنعه الإنسان و ينتجه فهي منتجات تفتقد الحياة ... وهي منتجات جامدة بل إن الإنسان نفسه قد يصبح كائنا ميتا دون أن يشعر إذا لم ترتبط روحه بخالقها و تستنير بنوره في الحياة ... يقول عز و جل : أو من كان ميتا فأحييناه و جعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون . سورة الأنعام الآية 122.

إن آيات القرآن الكريم ما هي إلا بصائر للناس و سراج منير ... فإن كنت أعمى البصيرة كنزار النهري و دراويش الإسلام وعلمانييه ..؟ و ميالا لمخالفة سنن الفطرة التي فطر الله الناس عليها و تغيير خلق الله في الأكل و الشرب و ممارسة الجنس و البغي على خلق الله .... فإنك حتما ستجد كل المبررات و المؤيدات " العلمانية " لشذوذك .. فإن كنت من السحاقيين أو المثليين فإنك لن تجد – ي- أي نص قرآني يحرم عليك شذوذك ... و هذا ما ارتأته صاحبة كتاب " حيرة مسلمة " ، و إن كنت أحد أتباع الأنظمة العربية المتخلفة ... فستجد كل المبررات لإتباع هؤلاء الفراعنة المجرمين باعتماد " طاعة أولي الأمر " .

فالقرآن كالنظارة إن كانت النظارة التي تلبسها خضراء أرتك الوجود أخضر

أو كانت سوداء أرتك الوجود أسود .. و إن كنت قد استطعت أن تفلح في تزكية نفسك من أدران الدنيا و جهلوت الإنس

و الجن فإن آيات القرآن ستلج بك إلى اكتشاف حقائق الوجود كما هي دون زيادة و لا نقصان و سترى الأحمر أحمر

و الأخضر أخضر و الأسود أسود

و الحلال حلالا و الحرام حراما ... لأن حقائق الوجود مركون في جوهر الذات البشرية ... لذلك كانت مهمة الأنبياء

و المرسلين عليهم السلام " تذكير " أقوامهم بهذا الجوهر و ليس "تعليم " لأن : "الذكرى تنفع المؤمنين". أما غير المؤمنين و الشواذ عموما عن قوانين الفطرة فلا فائدة مطلقا من محاورتهم أو تذكيرهم :

" و سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون "

و أمثال نزار النهري ... فلن تنفع معه الذكرى و لو بعث الله له " ملكا رسولا" لأن جوهره قد فسد منذ زمن " بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون" من الإثم

و البغي و الفسق و محاربة دين التوحيد ...